مقدمة: يعيش الطفل الفلسطيني ظروفا في غاية الصعوبة لأسباب متعددة منها ما هو داخلي يتعلق بالأسرة التي يعيش فيها أو الروضة التي تعمل على تنشئته أو المدرسة التي يتعلم فيها، ومنها ما هو خارجي يتعلق بالظروف المحيطة والمجتمع بشكل عام. وفي الحالة الفلسطينية، فإنّ للظروف السياسية القائمة آثارا نفسية سلبية على الإنسان الفلسطيني بشكل عام والطفل الفلسطيني بشكل خاص، والتي نتجت عن الاحتلال الإسرائيلي البغيض، وما سبّبه من آثار تدميرية هائلة ماديا وبشريا. ولقد تمثلت هذه النتائج في إحداثِ وخلقِ خبراتٍ صادمةٍ نفسياً على الطفل بصفته الأقل قدرة على المواجهة والتكيّف، جعلته يعيش أوضاعا غير طبيعية في مختلف مناحي حياته، وتركت وما زالت تترك آثارا سلبية عليه كالخوف والقلق والكوابيس الليلية والتبول اللاإرادي والشعور بعدم الأمان وغير ذلك، كما أنّ جزءا من الأنماط التربوية السلبية التي تستخدمها بعض الأسر عند التعامل مع أطفالها، أثّرت أيضا عليهم، وخلقت عندهم ردود فعل رافضة لطريقة تربيتهم، وجعلتهم يحتجّون على ذلك بسلوكيّات غير مفهومة ولا مقبولة من أسرهم، وهذا ما جعل كثيرا من الأهالي يشكون من أنّ أطفالهم أصبحوا أكثر قلقا وتوترا وعصبية، وأنهم يميلون للتصرف بعنف وعدوانية أحيانا، وأنّ ذلك انعكس سلبا على مستوياتهم الأكاديمية والتعليمية، وهذا ما يؤكده أيضا المعلمون/ات والمربّون/يات في مختلف مراحل التعليم، لذا فإنّ الأهل والمربين والعاملين مع الأطفال عموما أصبحوا بحاجة لزيادة وتطوير مهاراتهم في التعامل مع الأطفال في الظروف الصعبة لمساعدتهم على التكيف والتخلّص من الخبرات السلبية وإعادة ترسيخ الأمن والحماية والظروف الملائمة لاستقرارهم ونموهم وتطورهم. كذلك فإن الطلبة والطالبات يشعرون بأن معلوماتهم ومهاراتهم بهذه القضايا غير كافية وأنها نظرية، أكثر منها عملية ومهاراتية، وتحتاج إلى إغناء وتحديث ومواكبة للظروف الراهنة التي يعيشونها ويعيشها الطفل الفلسطيني. 

من أجل ذلك، فإن مركز التعليم المستمر التابع لكلية الروضة للعلوم المهنية ينظم دورة تدريبية بهذا الخصوص ضمن المعطيات التالية:

عنوان الدورة: مهارات التعامل مع الأطفال في الظروف الصعبة.

الهدف العام: زيادة كفاءة ومهارات المتدربين/ات من الوالدين أو الذين يعملون أو سيعملون مع الأطفال سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أو المُربّين/ات في مجالات التعامل مع الأطفال الذين عاشوا أو يعيشون ظروفا صعبة ناتجة عن عنف أسري أو سياسي أو اجتماعي أو إساءة جسدية أو نفسية أو اعتداء مباشر أو غير مباشر أو إعاقة، ومساعدتهم على إعادة اندماجهم وتكيفهم في بيئة آمنة وداعمة ومستقرة.

الأهداف الفرعية:

1. زيادة معرفة ومعلومات المتدربين/ات بمعنى ومفهوم الأطفال في الظروف الصعبة وأنواعها وأسباب نشوئها.
2. تنمية قدراتهم/ن على اكتشاف أعراض ومظاهر الأطفال الذي يعيشون في ضائقة أو تعرضوا لاعتداءات جسدية أو جنسية أو نفسية أو إهمال، وتشخيصها سواء داخل المؤسسة التعليمية (الروضة، المدرسة)، أو داخل المراكز الطبية (مستشفى، عيادة، مستوصف)، أو في المنزل.
3. تطوير مهاراتهم في كيفية مقابلة الأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة، أو فاقدين، أو تعرضوا لنوع أو أكثر من الإساءة، أو ذوي إعاقة، وتشخيص معاناتهم.
4. تمكينهم من معرفة وإتقان آليات التدخل المناسبة التي تسمح بإعادة تكيّف الأطفال ضمن بيئتهم الطبيعية، وضمان صحة نفسية سليمة لهم.
5. زيادة وتطوير العلاقة ما بين المتدربين/ات وأسر الأطفال في ضائقة، من أجل تكاملية الأدوار وانسجامها خدمة لهم ولأطفالهم.

الفئة المستهدفة:

1. طالبات وطلاب كلية الروضة أو من خارجها في أقسام تربية الطفل والتمريض، ومَن يرغب من التخصصات الأخرى.
2. مربّيات رياض الأطفال ومعلّمو/ات المراحل الأساسية.
3. من يرغب من ذوي الاهتمام من الأهالي والمُربّين/ات.

عدد ساعات التدريب: (16) ساعة تدريبية تقسّم على مدى (4) أيام وبواقع (4) ساعات تدريب لليوم الواحد، من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الواحدة بعد الظهر، يتخلّلها استراحة واحدة مدّتها (20) دقيقة.

مواعيد التدريب: أيام السبت 8/2 + 15/2 + 22/2 + 29/2.

العدد المقترح للتدريب: (20-25) متدرب/ة.

المحاور الرئيسية ومواضيع التدريب:

1. نظرة عامة للطفولة والأطفال في فلسطين: أرقام وإحصائيات ودلالات.
2. الظروف الصعبة والمُمارسات المختلفة التي تسبّب الإساءة للأطفال جسديا ونفسيا.
3. مَن هم الأطفالُ الأكثرُ عُرضة للإساءة أو الإيذاء أو الإهمال أو التحرش أو الاعتداء.
4. معنى الصدمة وأعراضها وكيفية تشخيصها.
5. الأعراض والمظاهر التي تبدو على الأطفال الذين يعيشون ظروفا صعبة، أو في ضائقة، أو تعرضوا لاعتداءات، أو تحرّش، أو إساءة، أو إهمال، أو تنمّر - Bullying
6. آليات وطرق التدخل (الاستشفاء) مع الطفل في الروضة، المدرسة، العيادة، المستشفى، المنزل...الخ

المُخرجات المتوقعة للتدريب:

1. تسليط الضوء على فئة الأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة وزيادة الاهتمام بهم وبمعاناتهم.
2. تمكين المتدربين/ات على اكتشاف والتعامل مع أطفال الأزمات بطرق مهنيّة.
3. مساعدة الأهالي على تفهّم ظروف أطفالهم الصعبة، والتعامل المرِن معها ومع تداعِياتِها.

رسوم الاشتراك: (120) شيكلا تُدفع عند التسجيل للدورة التدريبية، وسوف يتم منح المتدرب/ة شهادة مشاركة مصدقة من إدارة الكليّة.

ملاحظة: يُتوقّع من المتدرب/ة الالتزام بالحضور، والمشاركة الإيجابية، والتفاعل مع باقي المشاركين/ات.

إعداد المدرّب:

ماهر الريشة